Duration 11:6

أحكام التعامل مع المنافقين النفاق الأكبر | للشيخ أبي عبادة محمود الراعوش حفظه الله Malaysia

155 watched
0
11
Published 26 Jan 2020

📲 Instagram : http://Instagram.com/suleymanelhallak 📲 telegram: http://t.me/suleman667 #قناة_سليمان_الحلاق _____________________________ [ تفريغ الصوتية ] فهذا هو الدرس الثالث عشر من شرح أصول السنة، ووصلنا إلى: الأصل الخامس والعشرين؛ وهو في بيان معنى النفاق وأنه أكبر وأصغر. فهذا الأصل فيه بيان معنى النفاق وبيان أنواعه. والنفاق في اللغة: هو مخالفة الباطن للظاهر. وفي الشرع نوعان: أكبر وأصغر. فالنفاق الأكبر: هو أن يعتقد الكفر ويظهر الإسلام. والنفاق الأصغر: هو نفاق العمل، ولا يُخرِج من الملّة. والنفاق مذموم كله، وهو مرض خطير من أمراض القلوب، والمنافق: - إما أن يكون خارجاً من الملّة - أو يكون مرتكباً لكبيرة من كبائر الذنوب. وقد بيّن المؤلف رحمه الله هذين النوعين من النفاق، فقال -رحمه الله -في النفاق الأكبر: " والنفاق هُوَ الْكفْر أَن يكفر بِاللَّه ويعبد غَيره وَيظْهر الْإِسْلَام فِي الْعَلَانِيَة مثل الْمُنَافِقين الَّذين كَانُوا على عهد رَسُول الله ﷺ". المنافق النفاق الأكبر -كما قلنا -هو أن يعتقد الكفر ويظهر الإسلام، كما قال تبارك وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٨] وقال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: ١] فالمنافق النفاق الأكبر كافر، يعبد غير الله، ولكنه يتظاهر بالإسلام، فهو ليس مسلماً أصلاً، ولكنه ولغرض في نفسه يتظاهر بأنه مسلم، ينطق بالشهادتين ويصلي مع المسلمين، وهو في قلبه مكذّب بالإسلام ويعبد غير الله، فهذا لا ينفعه النطق بالشهادتين ولا الصلاة ولا الصدقة؛ لأن الإيمان ليس قولاً فقط، إنما الإيمان قول واعتقاد وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وقد تقدم شرح هذا والحمد لله. والمنافق يتظاهر بالإسلام لأغراض في نفسه، منها: - إما خوفاً على نفسه من القتل. - أو رغبة في الغنائم. - أو لإفساد الدين. أو لغير ذلك، وهؤلاء الأصناف الثلاثة ظهروا في زمن الرسول ﷺ في العهد المدني، ولم يكن النفاق موجودا في العهد المكي، لأن المسلمين كانوا مستضعفين في مكة وليس لهم قوة ولا دولة، فلم يكن المشركون بحاجة إلى النفاق، بل كانوا يظهرون كفرهم، بل إن الكثير من المسلمين كان يخفي إيمانه خوفاً من المشركين، فلما صار للمسلمين في المدينة دولة، وصار لهم بعد غزوة بدر شوكة وقوة، خاف بعض المشركين من إظهار كفرهم، فتظاهروا بالإسلام وظهرت هذه الأصناف الثلاثة. فمنهم من تظاهر بالإسلام خوفاً على نفسه من القتل، ومنهم من تظاهر بالإسلام طمعاً في الغنائم، ومنهم من تظاهر بالإسلام لإفساد الإسلام على المسلمين، كما أخبر الله عن بعض اليهود فقال تعالى: {وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [آل عمران: ٧٢]، كانوا يتظاهرون بالإسلام حتى يفسدوا على المسلمين دينهم. وكان المنافقون في المدينة بضعة وثمانون منافقاً، هؤلاء لم يسلموا، وكان خطرهم كبيرًا على الإسلام والمسلمين، ولذلك حذّر الله منهم كثيراً في القرآن، وذكر كثيراً من صفاتهم، وجعلهم في الدرك الأسفل من النار. والنفاق الذي في القرآن أكثره من النفاق على الرسول عليه السلام، فهو من النفاق الأكبر، النفاق إذا أُطلِق في القرآن يُقصَد به النفاق الأكبر، ففضحهم الله عز وجل وحذّر منهم في آيات كثيرة لشدة خطرهم وخبثهم. ولكنهم لما كانوا يتظاهرون بالإسلام قبِل الرسول ﷺ علانيّتهم ووكل سرائرهم إلى الله ولم يقتلهم، حتى لا تقول العرب إن محمداً يقتل أصحابه، فهذا يصدّ الناس عن الإسلام وهذه مفسدة كبرى. ثم بقي هذا الحكم ثابتاً محكماً؛ وهو أن الحكم على الناس إنما يكون على الظاهر، فمن أظهر الإسلام يعامَل معاملة المسلمين ونكِلُ سريرته إلى الله عز وجل. وفي زمننا هذا لا نجد الصنفين الأول والثاني من الأصناف التي ذكرتها لكم، لأن الإسلام اليوم ضعيف عند المسلمين، فالمنافق اليوم يُظهِر نفاقه على الملأ ولا يبالي، فتجد المرتدّين والزنادقة يتظاهرون في الطرقات ويطالبون بإظهار كفرهم، ويطالبون بحقوقهم المزعومة بلا خوف من أحد. أما الصنف الثالث فموجود اليوم وبكثرة، وهو الصنف الذي يُظهِر الإسلام لإفساد الدين على المسلمين، هؤلاء المنافقون خطرهم على الإسلام والمسلمين أشد من خطر اليهود والنصارى والوثنيين، لأن المشرك عدوٌّ ظاهر، أما المنافق فإنه يأتيك في جثمان صديق، تراه يُظهِر الإسلام ويُظهِر الغيرة على الإسلام والمسلمين، فيقع الجهّال في حبائله، ويصدّهم عن دين الله بوسائله الخبيثة. ولذلك فلا يجوز لك أن تسمع إلا لمن زكّاه أهل العلم، لا يجوز السماع للمجروحين ولا للمجهولين؛ وهم الذين ليس لهم تزكية من أهل العلم؛ لاحتمال أن يكونوا منافقين وأنت لا تعلم. والمنافقون الذين يتظاهرون بالغيرة على الدين اليوم فِرَقٌ كثيرة ولهم أسماء شتّى لا تكاد تحصى؛ كالعلمانيين والديمقراطيين والعقلانيين والقبوريين والرافضة والقرآنيين والحزبيين على مختلف صورهم، ومنهم من يسمّى بالمفكر الإسلامي فلان، ومنهم دعاة تحرير المرأة ودعاة المساواة بين الرجل والمرأة، ومنهم الخوارج، ومنهم من يطعن في الصحابة، ومنهم من يطعن في علماء الأمة الراسخين، ومنهم من يشكك في السنة عن طريق الطعن في الصحيحين أو في أبي هريرة رضي الله عنه -راوية الإسلام ـ، ومنهم من ينكر بعض أحكام الشريعة الثابتة في الكتاب والسنة والإجماع؛ كالقصاص والرجم والقطع والجلد وبعض المواريث، وغير ذلك من الأساليب الشيطانية الخبيثة والتي تؤدي كلها في النهاية إلى إفساد الدين على الجاهل من عوام المسلمين. كثير من هؤلاء المنافقين ... (شرح "أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله" لأبي عبادة محمود الراعوش حفظه الله-الدرس الثالث عشر)

Category People & Blogs

Show more

Comments - 3