Duration 4:40

لنتكلم بأدب، لا بصدق | سماحة الشيخ بناهيان Malaysia

31 833 watched
0
3.2 K
Published 10 Mar 2021

لنتكلم بأدب، لا بصدق! المدّة: 04:40​ نص الفلم: «فَالمُتَّقُونَ فِيها هُم أَهلُ الفَضائِلِ، مَنطِقُهُمُ الصَّواب» (أمير المؤمنين(ع)، خطبة المتقين). على رأس الفضائل الأخلاقية التي يُحصيها أمير المؤمنين(ع) لأهل التقوى هي ضبط اللسان واستعماله السليم: «فَالمُتَّقُونَ فِيها هُم أَهلُ الفَضائِلِ، مَنطِقُهُمُ الصَّواب». عبارة: «مَنطِقُهُمُ الصَّواب» تُخبرنا ببضع مسائل: الصواب لا يعني الصدق؛ فبوسعك أن تقول الصدق فتُحرق شعبًا بأكمله! يمكنك أن تقول الصدق فتُهلِك شخصًا! الغِيبة أيضًا كلام صادق. (المُغتاب:) إني أقول الصدق. - حماقة منك أن تقول الصدق. لا ينبغي قَولُ كلِّ صدق، لا يجوز أن تنقل عيبَ شخص في غيابه بصدق.. لا تقل هنا شيئًا، بل إن قال شخصٌ الواقع، أي اغتاب، فدافِعْ أنت. لا ينبغي قَولُ كلِّ صدق. الصواب لا يعني الصدق. منطقُهم الصواب، وليس منطقهم الصدق. أحيانًا يقول أحدهم الصدق ليُنَفِّس عن نفسه، ولا ينبغي فعل ذلك؛ يشكو بثَّه للآخرين.. ولا ينبغي فعل هذا. وقد يتكلّم بصدق عن عمله الخيِّر، فيكون رياءً. وقد يصدُق مُخبِرًا عن بُغضه لفلان... لربما أستطيع أن أنقل لكم حتى الصباح أمثلة عن الكلام الصادق غير الصائب. بالطبع عليَّ أن أُبَيِّن ملاحظة: قول الصدق يخفّف بعض الشيء من الضغط النفسي للمرء، في أي مجال كان؛ سِرُّ أحدٍ تُفشيه، ترتاح. بثُّك وحُزنُك تشكوه، ترتاح. بُغضٌ في صدرك تبوحُ به، ترتاح. ومن اللافت أن البعض كلما قال الصدق يقول: هذا أروح لضميري! وليس هو ضميرَه، بل هي راحةٌ تعتريه لا يحبِّذُها الله. هذه الراحة تُفسِدُك، تُبدِّد وقارَك، فليس كل راحة جيدة. كان بعض علماء النفس يقولون في زمنٍ ما: الشاب الذي فرح لموت أبيه، وورثَ منه مالًا، وأُزيح منافسٌ عن طريقه لِمَ عليه الوقوف عند الباب والظهور بمظهر المكتئب؟! اِذهَبْ - بكل بساطة - في نزهة وقل: لا شيء، أنا سعيد! لاحظ أن المجتمع هكذا سيتحوّل بالتدريج إلى مجتمع عديم الحياء. أتدري ما سيحصل إذا انعدم الحياء؟ إذا انعدم الحياء، ونفَّسَ الناس عن أنفسهم دائمًا بصدق، فسيكونون ضعفاء؛ لأنك حين تضبُط صدقَك بدافع الحياء وغيره من المقيِّدات يتولَّد ضغط على نفسك، وهذا الضغط يجعل المرء عظيمًا، إنه يهذّبه؛ فمن الضغط النفسي أن يغضب المرء ثم لا يشتُم. - أقولُها بصدق، أتمنّى أن تنذَلّ، أن تَبيد من الأرض! - أرأيتَ، كان عليك ضبط نفسك. إذن الضعف هو محصلة بعض أشكال الصدق. الضغط يجعل المرء عظيمًا، إنه يهذّبه. أيجب علينا ترغيب أولادنا بقول الصدق أم بالأدب؟ بالأدب. وما معنى الأدب؟ الذي أساسُه الحياء. أول ما يقوله الأدب للمرء هو: ما الذي يجب أن لا تقول. قيمةُ أيهما أكبر: الأدب أم الصدق؟ إن لم يضربني أحد، أقول: الأدب. يود الطفل أن يثرثر كثيرًا، وبكل صدق. عليك أن تقول له: تكلم ضمن هذه الضوابط فتكون مؤدبًا. «فَالمُتَّقُونَ فِيها هُم أَهلُ الفَضائِلِ، مَنطِقُهُمُ الصَّواب». شاهد الفلم في صفحاتنا التالية: الموقع: http://arabic.bayanmanavi.ir/� �� الفيسبوك: https://www.facebook.com/PanahianAR/� �� التلغرام: https://telegram.me/PanahianAR/� �� الانستقرام: https://www.instagram.com/PanahianAR/

Category

Show more

Comments - 139