Duration 32:14

1 وصية الامام الكاظم لهشام .. لماذا مهمة ؟ Malaysia

Published 21 May 2021

وصية الامام الكاظم لهشام .. لماذا مهمة ؟ كتابة الفاضلة تراتيل ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://www.al-saif.net/?act=av&action=view&id=2458 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين , جاء في وصية الامام ابي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليهم السلام لهشام بن الحكم البغدادي انه قال : يا هشام ان الله تبارك وتعالى بشر اهل العقل والفهم في كتابه فقال ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ( الزمر 17-18 , يا هشام ان الله اكمل للناس الحجج بالعقول وافضى اليهم بالبيان ودلهم على ربوبيته بالأدلاء ان الله وعظ اهل العقل ورغبهم في الأخرة وقال ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) الانعام:32 " هذه الفقرة جزء من وصية طويلة من الامام الكاظم الى احد اهم اصحابه وأصحاب ابيه الصادق عليهما السلام وهو هشام بن الحكم , ذكر هذه الوصية المرحوم الكليني في كتابة الكافي وأيضا ذكرها معاصره الشيخ الحراني في كتابه " تحف العقول عن ال الرسول" , هذه الوصية من الوصايا المهمة لذلك سوف نتعرض لها بالتأمل في فقراتها وبالنظر في توجيهاتها وهي تكتسب الأهمية من جهات متعددة منها : جهة القائل (المتكلم) فكرة انه (لا تنظر الى من قال وانظر الى ما قيل) هي ليست في كل الموارد صحيحة , فان القائل مثلا لو كان هو رب العزة والجلال كقوله في القران فهذا يختلف عن قول عبده فلا يصح هنا ان تقول ( لا تنظر الى من قال وانظر الى ما قيل) فمن قال هنا هو مهم جدا بل كل الأهمية فيه نظرا لان من قال هو الله وفي كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يدية ولا من خلفه فهذه الكلمة أحيانا تجري مجرى المثل و هي صحيحه في بعض الموارد فقط وليس في كل الموارد , ففي بعض الأماكن فنحن أولا ننظر الى من قال فاذا كان هذا ا لقائل يستحق العناية نظرنا في مقاله , اما اذا كان القائل لا يستحق العناية كإبليس مثلا فلا ننظر الى كلامه , و كذلك اذا كان القائل كافر جاحد وهذا بعكس ما اذا كان القائل مقاله معصوم-مطلقا سواء نبي او امام-لأنه لا يحتمل فيه الخطأ او الكذب و لذا القران الكريم لا ينطبق عليه هذا وكذلك الامام المعصوم , لكن لو كان القائل هو الانسان العادي فكلامه يحتمل الخطأ والصواب فأول ما ننظر الى هذه النظرية ونطبق هذه القاعدة سنجد ان القائل هو امام معصوم وهو الامام موسى الكاظم عليه السلام ومقاله مقال صادق واضاءته اضاءه تامه فالمتكلم له أهمية وهكذا فان الوصية تكون مهمة كونها من امام معصوم . المخاطب لان المتكلم الحكيم يعطي كل مستمع بحسبة مثلا المدرس الحكيم الذي يقوم بتدريس الفصول الدنيا فانه لا يدرس المعادلات الصعبة لأنه يعلم ان هذا لا يتناسب مع عقليتهم . لكن اذا دخل هذا المدرس الحكيم بعد قليل على طلاب الصف الثانوي في حصته الثانية مثلا فانه يختلف الحال ويعطيهم ما يتناسب مع حالهم . نلاحظ هنا ان المعلم واحد لكن المستمعين متعددين في مستوياتهم لذلك هو يعطي ذاك بحسبه وهذا بحسبه وهكذا الامام المعصوم يعمل لذلك العلماء يلاحظون الروايات التي يرويها فقهاء الاصحاب بانها مختلفة عن الروايات التي يرويها اشخاص عاديون فهؤلاء تطرأ لهم مسألة فيعطيهم ا لإمام الإجابة بحسب حالهم لكن عندما يجيب الفقيه فانه يتحدث له ويشير الى بعض القواعد وبعض الأدلة وينبهه بما هو مرتكز في ذهنه من المعلومات هشام بن الحكم عقلية من اعظم العقليات في أصحاب المعصومين عليهم السلام لذلك قبل انتماءه الى طريق اهل البيت عليهم كان من قوته العلمية و درجته العقلية انه لا يتنزل ان يناقش هؤلاء الفقهاء المعاصرين لأنه لا يرى ان عندهم علما فهو اذا تناقش مع ا حدهم فانه يغلبه احد أصحابه قال سأستأذن له الامام الصادق عليه السلام حتى يتناقش معه فلو كان هشام في مذهب اهل البيت لرجونا ان ينتفع المذهب به , فقد كان فيلسوفا ولكن لم يكن له باع في الفقه حتى قيل انه له رواية واحده في الفقه ولكنه كان في العقليات وفي علم الكلام والاستدلال على الله و على النبوة والامامة لديه الكثير فهو متكلم أي عالم بعلم الكلام اكثر منه فقيها اذن الامام الصادق لهشام بالحضور فخرج الصحابي ليخبر هشام ثم ان هذا الصحابي رجع للإمام وقال له : ان هذا هشام ابن الحكم , فقال له الامام: عليّ تتخوف منه ؟! فاعتذر الصحابي من الامام وعرف انه زلّ وعندما جاء هشام على الموعد المقرر فطرح الامام الصادق على هشام سؤال وقال له اذهب وهات جوابه وبالفعل هشام لم يكن يمتلك الجواب , فرجع هشام بعد يومين و اخبر الامام انه لا يمتلك جواب فأعطاه الامام الجواب ثم اعطاه الامام سؤال ثاني لكن هشام أيضا لم يعرف الجواب فعرف انه يواجه فقيها ليس كأي فقيه وهو لابد ان يكون مؤيد من الله سبحانه وتعالى , ففكر هشام ان التفسير والفقه هو مما حصل الامام عليه من اباءه واجداده لكن الاحاديث الفلسفية و العقلية من اين له! , فقال للإمام : هذه الاحاديث الفلسفية والعقلية من اين اخذتها ؟ فقال الامام لهشام: "يا هشام ان الله اعدل من ان يفترض حجة امام على الناس ثم لا يكون عنده كل ما يحتاجون اليه ....

Category

Show more

Comments - 16